نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 718
وكان ابن عباس يجعل سعيدًا بن جبير يفتي وهو موجود، ولما كان أهل الكوفة يستفتونه، فكان يقول لهم: أليس منكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن مجاهد قال ابن عباس لسعيد بن جبير حدث قال أحدث وأنت ها هنا قال أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد فإن أصبت فذاك وإن أخطأت علمتك.
وعندما كانت إقامته في الكوفة، كان هو المرجع الأول في الفتوى، وعليه المعول في علم التفسير، لدرجة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يحيل إليه من يستفتيه، ويقول لأهل الكوفة إذا ما أتوه ليسألوه عن شيء: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير - وكان حبشي الأصل -.
وعلى الرغم من مكانته العلمية التي كان يحظى بها، وخاصة معرفته الواسعة بتفسير كتاب الله، إلا أنه رحمه الله كان يتورع عن القول في التفسير برأيه ـ كما هو شأن السلف من الصحابة رضوان الله عليهم ـ ومما يروى عنه في هذا الشأن: أن رجلاً سأله أن يكتب له تفسيرًا للقرآن، فغضب، وقال له: لأن يسقط شِقِّي، أحب إليَّ من أن أفعل ذلك.
ولأجل ملازمة سعيد ابن جبير لـ ابن عباس رضي الله عنهما، ومكانته العلمية بين التابعين، فقد كانت أقواله مرجعًا أساسًا، ومنهلاً عذبًا لأهل التفسير، يرجعون إليها، ويغترفون من معينها في تفسير كثير من آيات الذكر الحكيم، ودونك ما تيسر من أقواله في التفسير:
عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: (يَعِبَادِيَ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ) [العنكبوت: 56] قال: إذا عمل في أرض بالمعاصي فخرجوا.
عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: (فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ) [البقرة: 152]
قال: أذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي.
عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: (وَنَكْتُبُ مَاَ قَدّمُواْ وَآثَارَهُمْ) [يس: 12]،
قال: ما سنوا.
عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: (وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى السّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) [القلم: 43] قال: الصلاة في الجماعة.
عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: (أُوْلِي الأيْدِي وَالأبْصَارِ) [ص: 45]
قال: الأيدي: القوة في العلم، والبصر فيما هم فيه من أمر دينهم.
عن سعيد بن جبير: (لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ) [القيامة: 5]
قال: يقول: سوف أتوب.
عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: ((وَلاَ تَرْكَنُوَاْ إِلَى الّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسّكُمُ النّارُ) [هود: 113] قال: لا ترضوا أعمالهم.
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 718