نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 742
ووسطوا له عمة له كان يوقرها بنوا أمية لسنها وشرفها، فكلمته فقال: إن الله بعث محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحمة ولم يبعثه عذاباً، واختار له ما عنده، فترك لهم نهراً، شُرْبُهُم سواء، ثم قام أبو بكر فترك النهر على حاله، ثم عمر فعمل عمل صاحبه، ثم لم يزل يشتق منه يزيد ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان حتى أفضى الأمر إليّ، وقد يبس النهر الأعظم ولن يروي أهله حتى يعود إلى ما كان ... ودعا بجمر ودينار، فألقى الدينار في الجمر حتى إذا احمرّ أخذه بشيء وقرّبه إلى جلده، وقال: يا عمة أما تشفقين على ابن أخيك أن يكوى بهذا يوم القيامة؟ قالت: إذن لا تدعهم يسبونهم، قال: ومن يسبهم؟! إنما يطالبونهم بحقوقهم، فخرجت فقالت: هذا ذنبكم لماذا زوجتم أباه بنت عمر بن الخطاب، اصبروا فإنه لا يجير.
وتجرأ عليه ابن للوليد فكتب إليه كتاباً شديد اللهجة أشبه بإعلان الثورة، فغضب عمر لله وقبض عليه وحاكمه بمحاكمة كانت تؤدي به إلى سيف الجلاد لولا أن تاب وأناب.
وخضعوا جميعاً وردوا ما كان في أيديهم من الأموال ... واكتفوا بمرتباتهم الكثيرة التي كانوا يأخذونها من الخزانة، ولكن عمر لم يكتف وأمر بقطع هذه الرواتب وإعطائهم عطاء أمثالهم، وأمرهم بالعمل كما يعمل الناس، وعم الأمن وهمدت الثورات، وشملت السعادة الناس، واختفت مظاهر البذخ الفاحش، ومظاهر الفقر المدقع، وصارت هذه البلاد التي تمتد من فرنسا إلى الصين تعيش بالحب والإخلاص والود.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز جلس في بيته وعنده أشراف بني أمية فقال أتحبون أن أولي كل رجل منكم جندا من هذه الأجناد فقال له رجل منهم لم تعرض علينا ما لا تفعله قال ترون بساطي هذا إني لأعلم أنه يصير إلى بلى وإني أكره أن تدنسوه علي بأرجلكم فكيف أوليكم ديني وأوليكم أعراض المسلمين وأبشارهم تحكمون فيهم هيهات هيهات قالوا: لِمَ؟ أما لنا قرابة أما لنا حق قال ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء إلا رجل حبسه عني طول شقة.
نام کتاب : فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب نویسنده : محمد نصر الدين محمد عويضة جلد : 1 صفحه : 742