نام کتاب : الاعتصام بالله سبيل النجاة نویسنده : أنور بن أهل الله جلد : 1 صفحه : 25
وكان حبيب بن سلمة يستحب إذا لقي العدو أو ناهض حصنًا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله وإنه ناهض يوما حصنا فانهزم الروم فقالها المسلمون أي قالوا -لا حول ولا قوة إلا بالله- فانصرع الحصن وفتح الله على المسلمين. (1)
الموقف الثامن:
عن عبد الله بن جعفر: أن رجلاً أصابه مرض شديد، منعه من الطعام والشراب والنوم، فبينا هو ذات ليل، إذا سمع صوتًا، فإذا هو يسمع كلاما، فوعاه، فبرأ من مكانه: اللهم أنا عبدك، ولك أملي، فاجعل الشفاء في جسدي، واليقين في قلبي، والنور في بصري، وذكرك في الليل والنهار ما بقيت في لساني، وارزقني منك رزقاً غير ممنوع ولا محظور. [2].
فهذا الدعاء فيه أن الاعتصام بالله هو النجاة وفيه سعادة المرء في دنياه وأخراه.
الموقف التاسع:
إن رجلاً وفد على هشام بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، لقد رأيت في طريقي عجبًا.
قال: وما هو؟ قال: بينما أنا أسير بين جبلي طي، إذ نظرت فإذا عن يميني أسد كالبغل، وعن يساري ثعبان كالحبل مقبلان نحوي. ورفعت رأسي إلى السماء، وقلت:
يا دافع المكروه قد تراهما ... فنجّني يا ربّ من أذاهما
ومن أذى من كادني سواهما ... لا تجعلن شلوى [3] من قراهما
قال: فقربا مني، حتى وصلا إلي، فتشمماني، حتى لم أشك في الموت، ثم صدرا عني، فنجوت. ولله الحمد. [4].
نجا لما اعتصم بربه وتيقن أنه لا ينجو في هذا الموقف المهلك إلا بتضرعه إلى الله عز وجل والله يقول: أمن يجيب المضطر إذا دعاه [5].
الفصل الخامس
الاعتصام بالله عند الصالحات من إماء الله تعالى -:
الموقف الأول:
اعتصم بالله سارة -رضي الله عنها- زوجة إبراهيم -عليه السلام- لما ذهب إبراهيم -عليه السلام- إلى أرض مصر.
(1) الفرج بعد الشدة-54. [2] الفرج بعد الشدة- 59. [3] أي لقمة. [4] الفرج بعد الشدة- 65. [5] سورة النمل -62.
نام کتاب : الاعتصام بالله سبيل النجاة نویسنده : أنور بن أهل الله جلد : 1 صفحه : 25