نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد جلد : 1 صفحه : 176
كانوا بمكة) [1]، لا شك أنها من أرقى صور الإيثار والتجرد.
ويروي أبو هريرة أنه أتى خَيْبر مع رهط من قومه، وقد فُتِحت خَيْبر على النبي - صلى الله عليه وسلم -، (فكلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين، فأشركونا في سهامهم) [2].
إذا لم تكن النفوس تطيب بمثل هذا، فسوف تفتقدها في ميادين التضحية، وسوف لا تجدها عند الهَيْعة ومظانِّ الموت.
ونُقِل عن عمر أيضًا قوله في الأسرى: (لأن أستنقذ رجلًا من المسلمين من أيدي الكفار أحبُّ إليَّ من جزيرة العرب) [3].
وحين يفرز الجهاد أرامل وأيتامًا ومُعوَّقين، فليس من الوفاء تغافلهم، بعد أن قدم أولياؤهم الروح في سبيل الله، ولذلك اعتبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار» [4]، بل وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كافل اليتيم بأن يكون رفيقه في الجنة [5]، وكذلك التكافل مع مَن أوذي في الله، أو أصيب في سبيل الله، وإن الواقع العملي لمجتمع المسلمين الأول، ليمثل أسمى صور التكافل، ومن ذلك أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دخل عليه رجل أصيب في وجهه في غزوة فأمر بإعطائه ألف درهم، وكل ساعة يزيده ألفًا، حتى استحيا الرجل فخرج، فقال [1] صحيح سنن ابن ماجه - كتاب الجهاد - باب 32 - الحديث 2297 (حسن). [2] مسند أحمد 2/ 345 - وسنده جيد (بلوغ الأماني 22/ 126). [3] حياة الصحابة 2/ 408 حيث عزاه إلى ابن أبي شيبة - كما في الكنز -. [4] صحيح البخاري - كتاب النفقات - باب 1 - الحديث 5353 (الفتح 9/ 497). [5] إشارة إلى حديث البخاري - في كتاب الطلاق - باب 25 - الحديث 5304 (الفتح 9/ 439).
نام کتاب : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا نویسنده : الخزندار، محمود محمد جلد : 1 صفحه : 176