نام کتاب : نور وهداية نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 221
إنِ اسْتَطَعْتُم أنْ تَنْفُذوا مِنْ أقْطَارِ السّمَاواتِ والأرْضِ فَانْفُذوا، لا تَنْفُذونَ إلاّ بِسُلْطان}. هل من إله غير الله ينصرنا؟ لا إله إلا الله. أفلا نعود إليه فنعتذر إليه ونسأله العفو؟ ألم يحن الوقت لنصلح ما بيننا وبين الله؟ {ألَمْ يَانِ للذينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُمْ لِذِكْرِ الله؟}.
* * *
يا أيها الناس، هذا أوان الرجوع إليه بالتوبة والاستغفار، ثم بالدعاء والتضرع وطلب المغفرة. وما النصر إلا من عند الله.
ولا تستكثروا الذنوب، فليس في الذنوب ما يجِلّ عن العفو إلا من مات مشركاً: {إنّ اللهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
فيا مَن يسمع كلامي من العصاة المذنبين، ممّن يصغي إلى الرادّ وهو في داره أو في قهوته وهو تارك لصلاة الجمعة، أو من هو مقيم على معصية، يا من اتبع الشهوات وانغمس في الذنوب، إن باب التوبة مفتوح، والدعوة عامة، والخير عميم، فادخلوها بسلام آمنين: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الذين أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنوبَ جَميعاً}.
إن الله أعطى التائبين ثلاث خصال هي: حبّ الله، ومن أحبه الله لم يغدر به. وأن الملائكة تستغفر له، ومن استغفرت له الملائكة غفر الله له. وأن الله يبدل بالتوبة سيئاتهم حسنات.
قال تعالى: {إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ}. وقال: {الذينَ يَحْمِلونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ للذينَ آمَنُوا،
نام کتاب : نور وهداية نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 221