الحكم الثالث عشر
الذكر المضاعف عند العلماء ما هو، وما سبب تضعيفه، وتفضيله على غيره، وهل من استوعب وقته ذكرًا تكون حاله دون من أتى بهذا الذكر؟
وأصل المسألة ما أخرجه مسلم في صحيحه [1]، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعمرو الناقد، وابن أبي عمر - واللفظ لابن أبي عمر - قالوا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية [2]: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو [1] مسلم (رقم: 2726). [2] هي: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، من خزاعة: إحدى زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها قبله مسافع بن صفوان وقتل يوم المريسيع سنة 6هـ، وكان أبوها سيد قومه في الجاهلية، فسبيت مع بني المصطلق، فافتداها أبوها، ثم زوجها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان اسمها (برة) فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماها (جويرية) وكانت من فضليات النساء أدبًا وفصاحة. روى لها البخاري ومسلم وغيرهما سبعة أحاديث. وتوفيت في المدينة وعمرها 65 سنة 2. انظر: الأعلام للزركلي 148.