وقال في بدائع الصنائع: [1] لأن المخافتة أصل في الأذكار والجهر بها بدعة. ا. هـ.
فائدة: أخرج البخاري [2] في باب: قراءة فاتحة الكتاب في صلاة الجنازة، من طريق سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله بن عوف، قال: صليت خلف ابن عباس - رضي الله عنه - على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب، فقال: ليعلموا أنها سنة.
فائدة أخرى: سئل شيخنا ابن باز [3] - رحمه الله - عن جهره عليه الصلاة والسلام بالقراءة في ركعتي الطواف مع أنها بالنهار: فقال لتعليم الصحابة مثل ما جهر ابن عباس بالفاتحة. ا. هـ.
ومما يجلي الأمر من السنة تشبيه الجهر بالقرآن؛ كالجهر بالصدقة فقد أخرج أحمد [4] وغيره [5]: من طريق بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - [6]، قال: [1] بدائع الصنائع 1/ 204. [2] البخاري (رقم: 1335). [3] مسائل ابن باز لعبد الله بن مانع 1/ 425. [4] أحمد (رقم: 17368) قال أبو عبد الرحمن- ابن الإمام أحمد-: قال أبي: كان حماد بن خالد حافظًا، وكان يحدثنا، وكان يخيط، كتبت عنه أنا ويحيى بن معين. [5] أخرجه الترمذي (رقم: 2919) وقال: حسن غريب. وأبو داود (رقم: 1335) والنسائي (رقم: 2342) وابن حبان (رقم: 734) والطبراني في الشاميين (رقم: 1164) والبيهقي (رقم: 4488) والديلمي (رقم: 2623). [6] هو عقبة بن عامر بن عيسى الجهني، يكنى أبا حماد. وقيل غير ذلك. كان قارئًا عالمًا بالفرائض والفقه، قديم الهجرة والسابقة والصحبة. وهو أحد من جمع القرآن. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمر، وروى عنه أبو أمامة وابن عباس وقيس بن أبي حازم وآخرون. ولي إمرة مصر من قبل معاوية سنة 44 هـ. انظر: تهذيب التهذيب 7/ 242 والاستيعاب 3/ 1073.