وعن الصلاة؟ فهل فوق هذه المفاسد شيء أكبر منها؟
ولهذا عرض تعالى على العقول السليمة النهي عنها، عرضا بقوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]. لأن العاقل- إذا نظر إلى بعض تلك المفاسد- انزجر عنها وكفت نفسه، ولم يحتج إلى وعظ كثير ولا زجر بليغ. ا. هـ.
وقال البخاري في صحيحه: باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر، حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن.
ثم أخرج: [1] من طريق سالم، عن ابن عمر - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأن يمتلئ جو أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا».
قال في فتح الباري: [2] وقال النووي: استدل به على كراهة الشعر مطلقًا، وإن قل، وإن سلم من الفحش، وتعلق بقوله في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: «خذوا الشيطان» [3] وأجيب باحتمال أن يكون كافرا، أو كان هو الغالب عليه، أو كان شعره الذي ينشده، إذ ذا، من المذموم، وبالجملة فهي واقعة عين يتطرق إليها الاحتمال، ولا عموم لها، فلا حجة فيها، وألحق بن أبي جمرة بامتلاء الجو بالشعر المذموم حتى يشغله عما عداه من الواجبات والمستحبات، الامتلاء من السجع مثلا، ومن كل علم مذموم؛ كالسحر وغير ذلك، من العلوم التي تقسي القلب وتشغله عن الله تعالى، وتحدث الشكوك في الاعتقاد، وتفضي به إلى التباغض والتنافس. [1] البخاري (رقم: 6154). [2] فتح الباري 10/ 548. [3] مسلم (رقم: 2259).