المكذوبة ونسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سبب للضلال والانحراف عن الحق، فالكذب عليه ليس ككذب على أحد لا في الحال ولا في العقوبة روينا في صحيح البخاري [1] ومسلم [2] في مقدمة صحيحه:
من طريق سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، عن المغيرة [3] - رضي الله عنه -، قال:
سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار»، وأما إذا كانت الأخبار ضعيفة فأصل المفسدة موجود.
4 - ألا يدعو إلى هذه الأذكار ويحث عليها، بل يستعملها الإنسان في خاصة نفسه.
فإن قيل وهل هنا، أعظم من إخراج أصحاب السنن والمسانيد والمعاجم وغيرهم كثيرًا من الأخبار في الأذكار وبيان فضلها وجزاءها إما في الدنيا أو في الآخرة مع ضعفها الظاهر في أسانيدها.؟!
والجواب من وجوه:
أولاً: أنهم قد نبهوا على ضعف كثير منها وعدم صحته فلم [1] صحيح البخاري (رقم: 1291). [2] مسلم (رقم: 4). [3] هو: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، أحد دهاة العرب وقادتهم وولاتهم. صحابي، يقال له «مغيرة الرأي»، وفد إلى المقوقس في الجاهلية. تأخر إسلامه إلى السنة الخامسة للهجرة، وشهد الحديبية واليمامة وفتوح الشام، وذهبت عينه يوم اليرموك. وشهد القادسية ونهاوند وهمدان. ولاه عمر ثم عثمان. واعتزل الفتنة بين علي ومعاوية. ثم ولاه معاوية الكوفة. أنظر: الأعلام 8/ 406؛ والإصابة 3/ 452؛ وأسد الغابة 4/ 406.