هذا المعنى قبله [1]. وقال السمعاني [2]: في تفسيره على آية الحجر ما نصه: فإن قال قبل هذا {مُصْبِحِينَ} وقال ها هنا {مُشْرِقِينَ} فكيف وجه الجمع؟
الجواب من وجهين: أحدهما: أن ابتداء العذاب كان من الصبح، وتمامه عند الإشراق.
والجواب الثاني: أن الإشراق ها هنا بمعنى الإصباح وهو جائز في كلام العرب [3].
والوجه الأول لخصه ابن عطية [4] بقوله: وأهلكوا بعد الفجر مصبحين واستوفاهم الهلاك مشرقين [5]. [1] تفسير البغوي 4/ 388. [2] هو: منصور بن محمد عبد الجبار، أبو المظفر، المعروف بابن السمعاني. من أهل مرو. كان فقيهًا أصوليًا مفسرًا محدثًا متكلمًا. تفقه على أبيه في مذهب أبي حنيفة النعماني حتى برع، ثم ورد بغداد ومنها إلى الحجاز، ولما عاد إلى خرسان دخل مرو وألقى عصا السفر، رجع عن مذهب أبي حنيفة وقلد الشافعي لمعنى من المعاني، وتسبب ذلك في قيام العوام عليه، فخرج إلى طوس ثم قصد نيسابور. من تصانيفه: القواطع في أصول الفقه؛ والبرهان في الخلاف وهو يشتمل على قريب من ألف مسألة خلافية؛ وتفسير القرآن. أنظر: طبقات الشافعية لابن السبكي 4/ 21؛ والنجوم الزاهرة 5/ 160؛ ومعجم المؤلفين 13/ 20. [3] تفسير السمعاني (1/ 355). [4] هو: عبد الحق بن غالب بن عطية، أبو محمد المحاربي، من أهل غرناطة. أحد القضاة بالبلاد الأندلسية. كان فقيهًا جليلًا، عارفًا بالأحكام والحديث والتفسير، نحويًا لغويًا أديبًا، ضابطًا، غاية في توقد الذهن وحسن الفهم وجلالة التصرف. روى عن أبيه الحافظ بن أبي بكر وأبي علي الغساني وآخرين. وروى عنه أبو القاسم بن حبيش وجماعة. ولي قضاء المرية، كان يتوخى الحق والعدل. من تصانيفه: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. [5] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 3/ 367.