ولكن الكريم المنان أعطاه حياة أبدية .. وسعادة أبدية .. وطيبات أبدية .. ولذات أبدية .. وخدمة أبدية .. وقصوراً أبدية .. وفوق ذلك كله رضاه سبحانه ورؤيته: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} [السجدة: 17].
فسبحان العزيز الغني الكريم، صاحب الجود والفضل والإنعام والإحسان وله الحمد والشكر على ما أنعم به علينا من نعمه الظاهر ة والباطنة في الدنيا وله الحمد والثناء والشكر على ما أعد لأوليائه وأهل طاعته من النعيم المقيم يوم القيامة: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} [التوبة: 72].
والله تبارك وتعالى في هذه الحياة يعطي المؤمنين والكافرين من نعمه.
وفي الكون من عطاء الله شيئان:
شيء من نعم الله خلقه الله ينفعل لك ولغيرك مؤمناً أو كافراً بدون جهد، كالشمس والهواء والمطر، والحرارة والبرودة، والليل والنهار ونحوها.
وشيء من نعم الله خلقه الله ينفعل بك مؤمناً أو كافراً، إذا قام به العبد وفق الأسباب التي خلقها الله، فمن زرع حصد، ومن اكتسب ربح، ومن تعلم علم، ومن تزوج أنجب.
لكن المؤمن يزيد بحصول البركة في عمله، لأنه يذكر الله، ويستعين به، فتحصل له البركة كما قال سبحانه: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)} [الرحمن: 78].
فالحمد كله .. والثناء كله .. والشكر كله .. لله رب العالمين:
فهو سبحانه المحمود لذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
وهو المحمود سبحانه على ما خلقه في العالم العلوي والسفلي.
وهو المحمود على أوامره الكونية، وأوامره الشرعية.
وهو المحمود على طاعات العباد ومعاصيهم، وإيمانهم وكفرهم.
وهو المحمود على خلق الأبرار والفجار، والملائكة والشياطين، وعلى خلق