responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة فقه القلوب نویسنده : التويجري، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 118
وكما لا يستطيع البشر أن يخرجوا من الأرض التي أقلتهم، ولا من السماء التي أظلتهم، فكذلك لا يستطيعون الخروج من علم الله الذي أحاط بكل شيء علماً في العالم العلوي، وفي العالم السفلي، وفي الدنيا، وفي الآخرة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} [الطلاق: 12].
والله سبحانه عالم الغيب والشهادة، وعالم الغيب أكبر من عالم الشهادة وأوسع منه، ونسبته إليه أصغر من الذرة بالنسبة للجبل: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} [لقمان: 34].
إن الله تبارك وتعالى قد جعل علم الساعة غيباً لا يعلمه سواه، ليبقى الناس على حذر دائم، وتوقع دائم، ومحاولة دائمة.
وهو سبحانه الذي خلق الغيث، وينزله على خلقه وفق حكمته بالقدر الذي يريد، في المكان الذي يريد، على المخلوقات التي يريد، في الوقت الذي يريد، وعلم الله بالغيث شامل لتكوينه وتوزيعه وقدره على مدى الدهر.
وهو سبحانه الذي يعلم ما في الأرحام وحده، ماذا في الأرحام في كل لحظة؟ .. وماذا فيها في كل طور؟ .. وماذا فيها من النطف والأجنة؟.
وماذا في الأرحام من غيض وفيض .. ؟ ومن حمل حين لا يكون للحمل حجم ولا جرم؟.
فالله وحده هو الذي يعلم نوع هذا الحمل، ذكراً أم أنثى، ناقصاً أم تاماً.
وهو سبحانه وحده الذي يعلم موعد خلق الانسان، وموعد نفخ الروح فيه، وموعد نزوله، ولونه وحجمه، كل ذلك لا يعلمه إلا الله وحده لا شريك له.
وهو سبحانه الذي يعلم ماذا تكسب كل نفس من خير أو شر، وطاعة أو معصية، وحلال أو حرام.
وهو سبحانه وحده الذي يعلم متى يموت الإنسان، وأين يموت؟.

نام کتاب : موسوعة فقه القلوب نویسنده : التويجري، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست