السلام
ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: السلام.
قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)} ... [الحشر: 23].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلامُ، فَإِذَا قَعَدَ أحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قَالَهَا أصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ، فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْألَةِ مَا شَاءَ» متفق عليه [1].
الله تبارك وتعالى هو السلام، الذي سلم من كل عيب، وبرئ من كل نقص، لكماله في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
وهو سبحانه أحق بهذا الاسم من كل ما سواه، لأنه السالم من كل آفة وعيب، ونقص وذم، وله الكمال المطلق من كل الوجوه، وكماله سبحانه من لوازم ذاته: فالسلام يتضمن إثبات جميع الكمالات له، وسلب جميع النقائص عنه. والسلام يتضمن سلامة ذاته من كل نقص وعيب، وسلامة أسمائه من كل ذم، وسلامة صفاته من مشابهة صفات المخلوقين، وسلامة أفعاله من العبث والظلم، وخلاف الحكمة.
فالله جل جلاله هو الحي الذي سلمت حياته من الموت والسنة والنوم والتغير.
وهو القادر الذي سلمت قدرته من اللغوب والتعب، والإعياء والعجز.
وهو العليم الذي سلم علمه من النقص، فلا يعزب عنه مثقال ذرة، أو يغيب عنه قدر ذرة. [1] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (831)، ومسلم برقم (402) واللفظ له.