فالله وحده العليم الذي يعلم مثاقيل الجبال .. ومكاييل البحار .. وعدد ورق الأشجار .. وعدد قطر الأمطار .. وعدد ذرات الرمال .. ويعلم مقادير الحبوب والثمار .. وما أظلم عليه الليل .. وما أشرق عليه النهار .. لا تواري منه سماءٌ سماءً .. ، ولا أرضٌ أرضاً. ولا جبل ما في وعره .. ولا بحر ما في قعره: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعام: 59].
وهو سبحانه العليم بكل شيء، المحيط بكل شيء، الذي لا يخفى عليه شيء، الذي يعلم عدد أهل السماء .. وعدد أهل الأرض .. ويعلم عدد الملائكة والروح .. وعدد الإنس والجن .. وعدد الطير والحيوان .. ويعلم عدد ذرات التراب .. وعدد النبات والأشجار .. وعدد الحبوب والثمار .. وعدد الحروف والكلمات.
وهو سبحانه الذي يعلم عدد المؤمنين .. وعدد الكافرين .. ويعلم من يطيعه ومن يعصيه .. ويعلم المؤمن من المنافق .. والبر من الفاجر .. والصادق من الكاذب.
وهو سبحانه الذي يعلم أهل الجنة من أهل النار .. ويعلم المفسد من المصلح .. ويعلم من يستحق الهدي فيهديه .. ومن يستحق الضلالة فيضله .. ويعلم من يستحق الإكرام فيكرمه بطاعته وجنته .. ومن يستحق الإهانة فيهينه، ويعلم الظاهر والباطن: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)} [الملك: 13، 14].
وهو سبحانه العليم الذي يعلم كل شيء علماً مطلقاً شاملاً كاملاً، يعلم الظاهر والباطن، ويعلم السر وأخفى، ويعلم ما بين أيدي الناس وما خلفهم، وهو عليم بذات الصدور، أحصى كل شيء عدداً، وأحاط بكل شيء علماً: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)} [طه: 110].
والخلق لا يحيطون علماً بالخالق جل جلاله، فلا يعلمون شيئاً عن ذاته