الحفيظ
ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الحفيظ .. والحافظ.
قال الله تعالى: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)} ... [سبأ: 21].
وقال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} [الحجر: 9].
الله تبارك وتعالى هو الحفيظ، الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من الوقوع في الذنوب والمهلكات، ولطف بهم في الحركات والسكنات، وأحصى على العباد أعمالهم وجزاءها.
وهو سبحانه الحافظ الذي يعلم كل شيء، ولا يغيب عنه شيء.
وهو سبحانه الحافظ الذي يحفظ عباده من المهالك والمعاطب، ويقيهم مصارع السوء، ويحفظ على الخلق أعمالهم، ويحصي عليهم أقوالهم، الذي يعلم نياتهم وما تكن صدورهم، ولا تغيب عنه غائبة، ولا تخفى عليه خافية.
وهو سبحانه الحافظ لكل شيء، الحافظ للسموات السبع وما فيهن، والأرضين السبع وما فيهن، الذي يحفظ السماء أن تقع على الأرض ويمسكها بقدرته، ويمسك السموات والأرض أن تزولا، ويحفظ ذلك كله بلا مشقة ولا كلفة كما قال سبحانه: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)} [البقرة: 255].
والله عزَّ وجلَّ هو الحافظ وحده لا شريك له، فهو الذي خلق هذا الكون العظيم، وهو الذي تكفل بحفظه: {إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)} [هود: 57]. والمحفوظ هو ما حفظه الله سبحانه، وشاء له أن يُّحفظ ويبقى، وما شاء الله له أن يضيع ويهلك، فإنه ضائع هالك لا محالة.
وقد تكفل الله بحفظ السموات والأرض وما فيهما، والعرش والكرسي، والجنة والنار، والقرآن، وبيته الحرام، فهي باقية وغيرها بحفظ الله: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)} [الأنبياء: 32].