الدنيوية.
الثاني: التوكل على الله في حصول ما يحبه الله ويرضاه من الإيمان واليقين، والجهاد والدعوة، والعمل الصالح.
فبين النوعين من الفضل مما لايحصيه إلا الله.
فمتى توكل العبد على ربه في النوع الثاني حق توكله، كفاه النوع الأول تمام الكفاية.
ومن توكل عليه في الأول دون الثاني كفاه أيضاً، لكن لا يكون له عاقبة التوكل عليه فيما يحبه الله ويرضاه.
فأعظم التوكل عليه سبحانه التوكل في الهداية، وتجريد التوحيد، ومتابعة الرسول، فهذا توكل الأنبياء وخاصة أتباعهم.
وهو سبحانه الكافي لمن توكل عليه، وفوض أمره إليه كما قال سبحانه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)} [الأحزاب: 3].
وأخبر سبحانه عن محبته لمن توكل عليه بقوله: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} [آل عمران: 159].
ووعد الله المتوكلين عليه بالأجر العظيم فقال سبحانه: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)} [الشورى: 36].
وإذا علم العبد أن وكيله غني كريم، وفيّ قادر، فليسأله وحده، ويعرض عما سواه كما قال سبحانه: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)} ... [هود: 123].
اللهم: {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)} [الممتحنة: 4].