والله جل جلاله هو الحي القيوم، الذي لكمال حياته وقيوميته لا تأخذه سنة ولا نوم، القائم بنفسه فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه.
مالك السموات والأرض، الذي لكمال ملكه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه. العالم بكل شيء، الذي لكمال علمه يعلم ما بين أيدي الخلق وما خلفهم، فلا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه.
السميع لأصوات وأقوال وحركات الخلائق، الذي لكمال سمعه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
البصير بكل شيء، الذي لكمال بصره لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض.
وهو سبحانه القائم على هذا الكون العظيم بكلياته وجزئياته في كل وقت، في السموات والأرض، في الدنيا والآخرة، القائم على كل نفس، يعلم أحوالها، ويسمع أقوالها، ويبصر أفعالها.
فهل يليق بالعاقل أن يجعل لربه الحي القيوم شريكاً في الخلق والتدبير والعبودية .. ؟.
فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ .. وماذا بعد النور إلا الظلام .. ؟: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)} ... [الرعد: 33].
اللهم اهدنا فيمن هديت .. وعافنا فيمن عافيت .. وتولنا فيمن توليت .. وقنا برحمتك واصرف عنا شر ما قضيت.