ويشهد كذلك كمال قدرة الله وعظمته، وجلاله وكبريائه.
فينشأ من هذا التعظيم لله، ومن ذاك الشكر له، ومحبته، والذل له.
وهذه هي العبودية التي أرادها الله من عباده، وخلقهم من أجلها كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} ... [الذاريات: 56].
فوا عجباً كيف يعصى من هذا خلقه، وهذا إحسانه، وهذه قدرته؟.
وكيف لا يشكر وهذا فضله وإنعامه وإحسانه لعموم عباده؟.
وكيف لا يعبد ويطاع، وهو الكبير الذي بيده الملك، وله الكمال والجلال والجمال، وله الكبرياء في السموات والأرض؟.
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 67].