المجيب
ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: المجيب.
قال الله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)} [هود: 61].
وقال الله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)} [النمل: 62].
الله تبارك وتعالى هو القريب ممن دعاه، دعاء مسألة أو دعاء عبادة، يجيبه بإعطائه سؤاله، وقبول عبادته، ويثيبه عليها أجل الثواب وأعظمه.
وهذا قرب خاص من عابديه المؤمنين به، وهو يقتضي لطفه بأوليائه، وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمراداتهم، ولهذا يقرن باسمه القريب اسمه المجيب.
فمن دعا ربه بقلب حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنع منه مانع من إجابة الدعاء كأكل الحرام وضعف اليقين ونحوهما، فإن الله قد وعده بالإجابة، خاصة إذا جاء بأسباب الإجابة، وهي الاستجابة لله تعالى، والإيمان به الموجب للاستجابة كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [البقرة: 186].
فالله سميع قريب مجيب، يسمع دعاء الخلق، ويجيب دعاءهم.
وهل يجيب المضطر الذي أقلقته الكروب، وتعسر عليه المطلوب، واضطر للخلاص مما هو فيه إلا الله وحده؟.
وهل يكشف السوء والشر والبلاء إلا الله وحده؟.