فسبحان الجميل الذي كل جمال في الوجود فهو من آثار صنعه:
جميل الذات .. جميل الأسماء .. جميل الصفات .. جميل الأفعال.
فلا يستطيع البشر النظر إلى جلاله وجماله في هذه الدار، فإذا رآه المؤمنون في الجنة أنستهم رؤيته ما هم فيه من النعيم، فلا يلتفتون حينئذ إلى شيء سواه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22، 23].
وسبحان الجميل الذي اتصف بالجمال، وخلق الجمال، وجمل به المخلوقات في العالم العلوي والسفلي، وفي الدنيا والآخرة، وفي الظاهر والباطن، فكل جمال في الكائنات فمن آثار اسمه الجميل.
جمل السماء بالنجوم .. وجمل الأرض بالنبات .. وجمل الملائكة بالطاعات .. وجمل القلوب بالإيمان .. وجمل الجوارح بالأعمال الصالحة .. وجمل الدنيا بالدين .. وجمل الآخرة بالجنة التي فيها أعلى أنواع النعيم والجمال {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19)} [السجدة: 17 - 19].
وجمل الجنة برؤية وجهه الكريم الذي إليه منتهى الكمال والجمال والجلال.