فكل عدل وعادل وعدالة فمنه سبحانه، وكل حكم ليس منه فهو جور وظلم، وباطل وبهتان.
وعلى المسلم إذا عرف ذلك أن يستسلم لقضائه، وأن يعدل في أقواله وأفعاله، لينال بذلك ثوابه وإحسانه.
وهو سبحانه الصادق في أقواله وأفعاله، ووعده ووعيده كما قال سبحانه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)} [النساء: 122].
فعلى المسلم أن يعلم أنه لا أحد أصدق من الله، وأن كل صادق، وكل صدق فمن عنده، ثم يجب عليه الصدق في جميع أقواله وأفعاله لتحصل له النجاة.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا» متفق عليه [1].
والله عزَّ وجلَّ هو الحكيم العليم، الذي يضع الأمور مواضعها، ويرشد الخلق ويدلهم على المصالح والمنافع، والذي أرشد الخلق إلى طريق الحق، وإلى المصالح التي ينتظم بها وجودهم.
فأرشد سبحانه الملائكة والأنبياء والمؤمنين إلى معرفته بما وهبهم من اليقين .. وأرشد جميع الخلق إلى طلب قوام بنيتهم .. فأرشد الصغار من الأطفال والبهائم وهداهم إلى المنافع كالتقام الثدي .. ومص الضرع .. وأرشد العنكبوت إلى بناء البيت المشبك .. وأرشد النحل إلى بناء البيت المسدس .. وأرشد الفرخ ليفقأ البيضة عند اكتمال خلقه .. وأرشد الجنين للخروج من بطن أمه .. وأرشد المطر للانصباب .. والأرض للإنبات .. والماء للإرواء .. والنار للإحراق .. وأرشد الأذن للاستماع .. والعين للإبصار .. واللسان للكلام .. والرجل للمشي .. واليد للبطش والأخذ والدفع. [1] متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6094)، ومسلم برقم (2607) واللفظ له.