وهذا الورق، وهذه السنبلة، وهذا الحب الكثير.
أو أن هذه النواة تكمن فيها نخلة كاملة سامقة بكل ما تحتويه من جذور وأوراق وثمار وأولاد.
إن العقل لايصدق هذا، لولا أنه يراه يقع بين يديه صباح مساء، ولولا أن هذه القصة تتكرر على مرأى ومسمع من جميع الناس.
إن كل حبة، وكل نبتة، وكل بذرة تنبت وتنمو وترتفع بأمر خالقها، ولو شاء سبحانه لم تبدأ رحلتها، ولو شاء لم تتم قصتها، ولو شاء لجعلها حطاماً قبل أن تؤتي ثمارها.
وهي بمشيئة الله تقطع رحلتها من البدء إلى الختام، وتقدم نفسها طعاماً للإنسان، وهو يعصي ربه، ويخالف أمره، بل قد يستعملها في معصيته.
ولكن الله غفور حليم يمنحهم الثمر، ويسمح للنبتة أن تتم دورتها، وتكمل رحلتها: {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)} [البقرة: 243].
والنبات والحيوان أمم وقبائل، وأشكال وألوان لا يحصيها إلا الله:
فالنبات منه ما هو معمر .. ومنه ما هو حولي .. ومنه ما هو فصلي .. ومنه الأبيض والأسود .. ومنه الأحمر والأصفر .. ومنه الأخضر والأزرق .. ومنه زهر بلون .. وزهر بلونين .. وزهر بألوان.
ومنه حلو .. ومنه مر .. ومنه حار .. ومنه بارد .. ومنه مالح .. ومنه حامض .. ومنه ثمر بنوى .. وثمر بدون نوى.
ومنه ثمر ظاهر على الأرض .. ومنه ثمر على رأس الشجر .. ومنه ثمر في باطن الأرض.
ومنه ما يتكاثر بالنواة .. ومنه ما يتكاثر بالعروق .. ومنه ما يتكاثر بالأغصان .. ومنه ما هو في البر .. ومنه ما هو في البحر .. ومنه ما هو رطب .. ومنه ما هو