والحكم، وما أدلها على قدرة بارئها وفاطرها: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)} [الذاريات: 20، 21].
وهذا الإنسان مركب من ستة أشياء وهي:
بدنه الجثماني .. ونفسه الشهوانية .. ونفسه الغضبية .. ونفسه الشيطانية .. وروحه الملكية .. وجوهره العقلي.
والذي يملك السمع والأبصار هو الله، فهو خالقها وحده، وهو الذي يهبها القدرة على أداء وظائفها أو يحرمها، ويعافيها أو يمرضها، ويسمعها ويريها ما تحب أو ما تكره.
وفي تركيب العين وأعصابها، وكيفية إدراكها للمرئيات.
وفي تركيب الأذن وأجزائها، وطريقة إدراكها للذبذبات.
في ذلك كله عجائب تذهل العقول، وتدير الرؤوس.
إن كثيراً من الناس يمرون غافلين بالبدائع الإلهية في الكون وفي أنفسهم، كأنهم لا يبصرون ولا يدركون: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)} [يونس: 92].
والذي يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، هو الله وحده.
ألا ما أعظم الرب الخالق سبحانه، وما أعظم قدرته، وما أتقن صنعه.
إن وقفة واحدة أمام الحبة والنواة، تخرج منهما النبتة والنخلة.
أو أمام البيضة والبويضة، يخرج منهما الفرخ والإنسان.
إن ذلك لكافٍ لاستغراق حياة الإنسان في التأمل والارتعاش، إجلالاً لعظمة الله وكمال قدرته، وسعة علمه، وجميل صنعه.
فسبحان العليم القدير.
أين كانت تكمن السنبلة في الحبة؟ .. وأين كان يكمن العود؟.
وأين كانت تلك الجذور والساق والأوراق والثمار؟.
وأين في النواة كان يكمن اللب واللحاء، والساق والعراجين؟.
وأين كان يكمن الطعم والنكهة، واللون والرائحة؟.