يموت أحد قبل أجله، ثم إلى ربهم يحشرون.
وإسرافيل يقسم الأرواح على أبدانها عند النفخ في الصور.
فتدبير أمر العالم العلوي والسفلي إنما هو بأمر الله، على أيدي الملائكة الذين يدبر الله بهم أمر العالم.
هذا مع ما في خلق الملائكة من البهاء والحسن، وما فيهم من القوة والشدة، ولطافة الجسم، وحسن الخلق وكمال الانقياد لأمر الله، والقيام بعبادته، وتنفيذ أوامره في أقطار العالم.
وكل حركة في السموات والأرض من حركات الأفلاك والنجوم، والشمس والقمر، والرياح والسحاب، والنبات والحيوان، والتراب والجبال، فهي ناشئة عن الملائكة الموكلين بالسموات والأرض ومن فيهن كما قال سبحانه: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)} [النازعات: 5].
والقرآن العظيم كلام رب العالمين نزل به الروح الأمين جبريل على قلب سيد المرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وأضاف الله القرآن إلى الرسول الملكي وهو جبريل تارة فقال: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)} [التكوير: 19 - 21].
وأضافه إلى الرسول البشري محمد - صلى الله عليه وسلم - تارة كما قال سبحانه: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)} [الحاقة: 40 - 43].
وإضافة القرآن إلى كل واحد من الرسولين الملكي والبشري إضافة تبليغ لا إضافة إنشاء من عنده، فهو كلام الله الذي تكلم به حقاً، وجبريل سمعه من الله، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - سمعه من جبريل، والأمة سمعته وبلغها من محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وقد وصف الله رسوله الملكي جبريل بأنه كريم .. قوي .. مكين عند الرب تعالى .. مطاع في السموات .. أمين.
فهذه خمس صفات تتضمن تزكية سند القرآن الكريم، فهذا الملك الذي ألقى