محمد جاءت بالكمال الجامع للجلال والجمال .. ولهذا رضيها الله للبشر ديناً إلى يوم القيامة.
فشريعته - صلى الله عليه وسلم - أكمل الشرائع، وهو أفضل الأنبياء وأكملهم، وأمته أكمل الأمم، وكتابه أحسن الكتب.
فهو سيد الأنبياء وخاتمهم .. وأمته أفضل الأمم وآخرها .. وكتابه أفضل الكتب وأحسنها .. وشريعته أكمل الشرائع وآخرها: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [آل عمران: 85].
فصلوات الله وسلامه على أنبياء الله ورسله، وعلى سيد الخلق نبينا محمد، الذي يحمده لجمال صفاته أهل السماء والأرض، أحمد الخلق لربه، وأحق بأن يحمد أكثر من غيره، فقد جاء من ربه بأعظم شرع، وأحسن كتاب.
وقد أخبر الله عزَّ وجلَّ عن القرآن الكريم:
بأنه ذكر للعالمين بقوله سبحانه: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)} [التكوير: 27].
وأنه تذكرة للمتقين بقوله سبحانه: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)} [الحاقة: 48].
وأنه ذكر مبارك بقوله سبحانه: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)} [الأنبياء: 50].
فالقرآن الكريم ذكر للعالم أجمع، فهو المنهج الكامل الوحيد الذي يسعدون باتباعه في الدنيا والآخرة.
وهو ذكر لأهل الإيمان والتقوى، فهو هدى وذكرى.
يذكر العباد بمصالحهم في معاشهم ومعادهم .. ويذكرهم بالمبدأ والمعاد.
ويذكرهم بالرب تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله وحقوقه على عباده.
ويذكرهم بالخير ليفعلوه .. ويذكرهم بالشر ليجتنبوه.
ويذكرهم بنفوسهم وآفاتها وما تكمل به.
ويذكرهم بعدوهم، وما يريد منهم، ومن أي الطرق يأتي إليهم؟، وبماذا يحترزون من كيده؟.