فيكون ألذ الأشياء عنده ما يه رضا محبوبه.
وعلى العبد أن يعمل عمل رجل يعلم أنه لا ينجيه إلا عمله، ويتوكل على ربه توكل رجل يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له.
فليس لأحد أن يصعد على السطح ثم يلقي نفسه ثم يقول مقدر علي، ولكن نتقي ونحذر، فإن أصابنا شيء علمنا أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا كما قال سبحانه: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)} [التوبة: 51].
ولا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
والقدر الإلهي كله عدل ورحمة.
ففي كل حادثة سببان:
الأول: سبب ظاهري يحكم الناس على وفقه، وكثيراً ما يظلمون.
الثاني: سبب حقيقي يجري القدر الإلهي على وفقه.
فإذا ألقي مثلاً أحد الأشخاص في السجن بتهمة السرقة التي لم يرتكبها، ولكن قضى القدر الإلهي عليه بسجنه لجناية له خفية، أو تربية له، فيعدل من خلال ظلم البشر له نفسه ويستقيم.
وفي امتحان العلماء والدعاة والصالحين انطواء على سببين:
أحدها: خدمة الدين خدمة عالية فائقة، حتى أثار حفيظة أهل الدنيا والأعداء، وقد نظر البشر إلى هذا السبب فحصل الظلم.
الثاني: لما لم يبين كل منا إخلاصاً تاماً، ولا أظهر تسانداً في نصرة الحق، نظر القدر الإلهي إلى هذا السبب، وعدل في حقنا رحمة بنا.
إن كل شيء في هذا الكون إنما يحصل بقضاء الله وقدره خيراً أو شراً.
فهل يرضى المسلم بما قدره الله من المعاصي التي نهى الله عنها؟.