لأمره كما قال سبحانه في الحالين: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} [الجمعة: 9، 10].
والأموال والأسباب مثل حنفيات الماء مظهر المنافع، ليست موجدة للمنافع، لأن المنافع عندالله وبيد الله.
فكما أن كل حنفية لها علاقة بخزان الماء تكون سبباً لخروج الماء، لا أنها موجدة للماء.
وكل حنفية ليس لها علاقة بخزان الماء لا تعطيك قطرة ماء، ولو مكثت الدهر كله.
فكذلك جميع المنافع والخلائق والأحوال في خزائن الله سبحانه.
تأتي بأمره .. وتزيد بأمره .. وتنقص بأمره .. وتتحرك بأمره .. وتسكن بأمره .. وتظهر على الأموال والأسباب بأمره.
فزوال العطش بأمر الله، وقد جعل الله الماء سبباً لزوال العطش فنشربه لأمر الله ولا نعتمد عليه في زوال العطش.
وقد يجعل الله الماء سبباً لزيادة العطش، كا حصل لبني إسرائيل لما شربوا من النهر، فكلما شربوا من النهر زاد العطش.
فزوال العطش بأمر الله وحده، والماء سبب، وزوال الجوع بأمر الله وحده، والطعام سبب، والله هو الذي يطعم ويسقي كما قال سبحانه: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)} [الشعراء: 79، 80].
فالله سبحانه هو الذي بيده كل شيء، وليس بيد أحد من الخلق شيء، فالأمر كله لله، والأمر لله من قبل ومن بعد.
والمؤمن كلما ترك أوامر الله سلط الله عليه الكفار يؤذونه، ويعذبونه ويذلونه حتى يعود إلى ربه فيحفظه منهم.