فالصحابة في أحُد لما خالفوا أمراً واحداً رفع الله عنهم النصرة، وأصابتهم المصيبة بكثرة قتلاهم.
ولما اختل يقين بعض الصحابة في حنين، وأعجبوا بكثرتهم رفع الله عنهم النصرة، فلما تجدد يقينهم على ربهم نصرهم على عدوهم في الحال، وأغنمهم أعظم الغنائم، وأمدهم ربهم بجنود من عنده.
وقد بين الله عزَّ وجلَّ في القرآن قصص أهل الأسباب حتى لا ننخدع بها، ولا نتوكل عليها، ولا نطمئن إليها:
ففرعون خدع بملكه، فطغى واستكبر وتجبر وأفسد في الأرض .. فماذا فعل الله به؟.
وقوم نوح اغتروا بكثرتهم واعتمدوا عليها، فاستكبروا وسخروا .. فماذا فعل الله بهم؟.
وقوم عاد خدعوا بالقوة، وقالوا من أشد منا قوة، فكفروا وكذبوا .. فماذا فعل الله بهم؟.
وقوم سبأ تعلقوا بالزراعة من دون الله .. فماذا فعل الله بهم؟.
وقوم صالح خدعوا بالصناعة، ورغد العيش .. فماذا فعل الله بهم؟.
وقوم شعيب اغتروا بالأموال والتجارة .. فماذا فعل الله بهم؟.
وجميع هؤلاء قالوا العزة بهذه الأشياء والأسباب، ولا حاجة لنا بالإيمان والأعمال والتقوى .. وكل هؤلاء عصوا رسل الله .. وكذبوهم وآذوهم .. فماذا حصل لهم؟. وكيف كانت عاقبتهم؟.
لقد دمرهم الله وأهلكهم، وأنجى رسله والذين آمنوا معهم، كما قال سبحانه: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)} [العنكبوت: 40].
والله عزَّ وجلَّ أرسل الأنبياء والرسل إلى الناس، يدعونهم إلى عبادة الله وحده،