والذنوب للأرواح كالسموم للأبدان، والذنوب مثل أكل السم، فالإنسان إذا أكل السم مرض او مات، فهو الذي يمرض ويتألم، ويتعذب ويموت، والله خالق ذلك كله.
وإنما مرض بسبب أكله، وهو الذي ظلم نفسه بأكل السم، فإن شرب الدواء النافع عافاه الله.
فالذنوب كأكل السم، والدواء النافع كالتوبة النافعة.
والمؤمن يصبر على المصائب، ويستغفر من الذنوب والمعائب.
والمنافق بالعكس لا يستغفر من ذنبه، ولا يصبر على ما أصابه، فلهذا يكون شقياً في الدنيا والآخرة.
وأساس كل خير أن يعلم العبد أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فيتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه فيشكر الله عليها، ويتضرع إليه ألا يقطعها عنه، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فيبتهل إلى الله أن يحول بينه وبينها، ولا يكله في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسه.
فكل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله من خذلانه لعبده .. والتوفيق بيد الله ومفتاحه الدعاء والافتقار، وصدق اللجوء إلى الله.
فمن أعطاه الله هذا المفتاح فتح له، ومن أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجاً عليه.
وجماع الخير الذكر والطاعات .. وجماع الشر الغفلة والشهوات.
فالغفلة عن الله والدار الآخرة تسد باب الخير الذي هو الذكر والطاعات، والشهوات تفتح باب الشر والسهو والخوف.
فيبقى القلب مغموراً فيما يهواه، غافلاً عن ربه، ساهياً عن ذكره، قد انفرط أمره، وران حب الدنيا على قلبه.
والإيمان بالقدر خيره وشره من أركان الإيمان.
والخير: ما يلائم العبد من الطاعات والأحوال الطيبة، من غنى وصحة