نام کتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق نویسنده : ياسر عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 94
يوم القيامة عن ربي! ويحي كيف أغفل ولا يغفل عني؟! أم كيف تهنأ معيشتي واليوم الثقيل ورائي؟! أم كيف لا تطول حسرتي ولا أدري ما يفعل بي؟! أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري؟! أم كيف أجمع بها وفي غيرها قراري؟ أم كيف تعظم فيه رغبتي والقليل فيها يكفيني؟! أم كيف أوترها وقد أضرت بمن آثرها قلبي؟!
وجاء أن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - لما حضرته الوفاة بكى فقيل له: ما يبكيك؟
قال: عهدٌ عهده إلينا رسول الله، قال: "لتكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب"، قال: فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا فيه إلا إكافا ووطاء ومتاعا قوّم نحوًا من عشرين درهما.
البكاء خوفا من النار
عن عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - أنه بكى فبكت امرأته فقال: ما يبكيك؟ قالت: رأيتك بكيت فبكيت لبكائك. قال: إني أنبئت أني وارد ولم أنبأ أني صادر (أي على النار).
وكان معاذ بن جبل - رضي الله عنه - إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى تراه إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
وقال يحيى بن معاذ: الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل، وعلامة التائب إسبال الدمعة، وحب الخلوة والمحاسبة للنفس عند كل همة.
وقال يحيى بن معاذ يدعو: اللهم لا تجعلنا ممن يدعو إليك بالأبدان، ويهرب منك بالقلوب، يا أكرم الأشياء علينا لا تجعلنا أهون الأشياء عليك.
أمنية عبد الله بن عمرو
عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: لأن أدمع دمعة من خشية الله عز وجل أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار.
قال رجل: كنت أمشي مع سفيان بن عيينة إذ أتاه سائل فلم يكن معه ما يعطيه، فبكى، فقلت: يا أبا محمد، ما الذي أبكاك؟
قال: أي مصيبة أعظم أن يؤمل فيك رجل خيرًا فلا يصيبه [1]، الناس فريقان: فريق [1] الوقت عمار أو دمار (2/ 58).
نام کتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق نویسنده : ياسر عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 94