نام کتاب : منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين نویسنده : عبد الكريم الحميد جلد : 1 صفحه : 50
رأيته بُهِتُّ – أيْ دُهِشْت -!، فقال: (لن تراعي!، إنما هي الجنة للمليك يُتحف بها من أحبَّ من عباده)، قالت: قلت بأبي أنتَ! .. بِمَ نِلْتَ هذه المنزلة من الله؟!، قال: (بمحبته وإيثار محابِّه عز َّوَجل).
قال أبو سليمان الداراني: (لوْ لم يكن لأهل المعرفة إلا هذه الآية الواحدة لاكْتفوا بها: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ? إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [1][2].
وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: أي شيء أراد أهل المعرفة؟!، واللهِ ما أرادوا إلا ما سأل موسى عليه السلام) [3]؛ يريد قوله: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [4].
وكان سعيد بن علقمة من نُسَّاكِ النخع وكانت أمه طائية؛ قالت: كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير، فكنت أسمع حنينه عامّة الليل لا يهدأ، قالت: ولربما سمعته في جوف الليل يقول: (اللهم همّك عطّل عليَّ الهموم وحال بيني وبين السُّهاد، وشوقي إلى النظر إليك منع مني اللذات والشهوات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب)، قالت: (ولربما ترنّم في السحر بشيء من القرآن فأرى أن جميع نعيم الدنيا جُمع في ترنّمه تلك الساعة) [5]. [1] سورة القيامة، الآية: 22، 23. [2] أخرجه أبو نعيم في الحلية، 9/ 294. [3] أخرجه أبو نعيم في الحلية، 9/ 264. [4] سورة الأعراف، الآية: 143. [5] أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل برقم (174)، وأبو بكر القرشي في الهم والحزن برقم (147).
نام کتاب : منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين نویسنده : عبد الكريم الحميد جلد : 1 صفحه : 50