نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 115
مَحَلّ النِّيَّة
بالتأمل في تعريفات العلماء للنية يظهر لنا أنَّ محل النية عندهم القلب، فقد عرَّفها بعضهم بأنَّها "عزيمة القلب"، أو "وجهة القلب"، أو "قصده"، أو "انبعاثه" [1].
وقد نقل ابن تيمية اتفاق علماء الشريعة على أنَّ القلب محل النية[2]، وحكى السيوطي أنَّ الشافعية قد أطبقوا على أن النيّة محلها القلب وهو قول مالك رحمه الله [3].
والذي جعلهم يذهبون هذا المذهب أنهم وجدوا كتاب الله ينسب العقل والفقه والإِيمان والزيغ ونحو ذلك إلى القلب. كما قال تعالى: {أَفلمْ يسيِرُوا في الَأرْض، فتكُون لهُمْ قُلُوب يعْقلونَ بِهَا} [4]، وقال: {وطُبع علَى قُلُوبهمْ فهُمْ لا يَفقَهُون} [5]، وقال: (أولئك كتب في قُلُوبِهِمُ الإيمَان} [6]، وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أزاغَ الله قُلُوبهُمْ} [7].
والقلب الذي عناه الله تعالى في هذه الآيات محله الصدر، وقد نصّ الله -تعالى- على ذلك: {وَلكِن تَعْمى الْقُلُوبُ الَّتي فِي الصدُورِ} [8]. [1] سبق ذكر هذه التعريفات في المقدمة ص (20). [2] مجموع الفتاوى (18/ 262). [3] منتهى الآمال (17/ أ) الحدود في الأصول (ص 34). [4] سورة الحج / 46. [5] سورة التوبة / 87. [6] سورة المجادلة / 22. [7] سورة الصف / 5. [8] سورة الحج / 46.
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 115