نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 189
وقال بهذا القول غير مالك عبد الله بن عمر، وزفر من الأحناف، وداود الظاهري، وتابعه ابن حزم، وبه قال المزني [1] من الشافعية، ونقل ابن المنذر عن مالك أنه استثنى من يسرد الصوم، فصحح نيّته من النهار [2]، وحجة هؤلاء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل".
وذهب جماهير العلماء إلى أنَّ صوم النفل يصح بنية من النهار، وبذلك قال علي بن أبي طالب [3]، وابن مسعود وحذيفة بن اليمان، وطلحة، وابن عباس، وأبو حنيفة، وأحمد، والشافعي، وسعيد بن المسيب [4]، وسعيد بن جبير، والنخعي، وآخرون [5]. وقال ابن حزم: "قال بهذا جمهور السلف" [6].
واحتج هؤلاء بحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، فقال: "هل عندكم شيء؟ " قلنا: لا. قال: "فإنّي إذن صائم" [7] وفي رواية قال: "إذن أصوم" [8].
وروى البيهقي والشافعي بالإسناد الصحيح عن حذيفة أنه بدا له الصوم بعد ما زالت الشمس [9]. [1] هو إسماعيل بن يحيى المزني صاحب الإمام الشافعي من أهل مصر، وكان زاهدا عالما قوي الحجة، من كتبه (الجامع الكبير)، و (الجامع الصغير)، نسبته إلى مزينة من مضر. ولد سنة (175 هـ)، وتوفي سنة (264 هـ).
راجع: (وفيات الأعيان 1/ 217)، (الأعلام (1/ 327). [2] المجموع (6/ 339). [3] هو علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وزوج ابنته فاطمة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ورابع الخلفاء الراشدين، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء، توفي شهيدا سنة (40 هـ).
راجع: (خلاصة تهذيب الكمال 2/ 250)، (الكاشف 2/ 287)، (طبقات الحفاظ ص 4). [4] هو سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي، من كبار التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، ولد سنة (13 هـ)، وتوفي سنة (94 هـ).
راجع: (خلاصة تذهيب الكمال 1/ 390)، (طبقات الحفاظ ص 17)، (الكاشف 1/ 372). [5] المجموع (6/ 399)، وانظر المغني (3/ 196)، والمحلى (6/ 172). [6] المحلى (6/ 172 - 173). [7] رواه مسلم (مشكاة المصابيح 1/ 643). [8] رواه البيهقي. [9] المجموع (6/ 339).
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 189