نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 26
وفريق آخر من العلماء لا يمانع في تعريف النية بالقصد والعزم إلاّ أنّه لا يرى أنَّ القصد والعزم قسمان للنيّة، بل قسيمان [1] لها، وتعريفها بهما من باب "التوسع في الاستعمال، فإنَّ النية والعزم والقصد متقاربة المعاني" [2].
وقد جعل القرافي النية والقصد والعزم والمشيئة ... من أقسام الإرادة [3]، وممن قال بذلك النووي فهو يقول: "الِإرادة والنية والعزم متقاربة، فيقام بعضها مقام بعض مجازا" [4].
وقد رفض الكرماني [5] -رحمه الله- تعريف النية بالعزم، فقد نقل في شرحه لصحيح البخاري تعريف الِإمام النووي للنية: "والنية هي القصد وعزيمة االقلب"، ثم قال: "أقول ليس هو عزيمة للقلب"، وحجته ما قرره المتكلمون من أنَّ "القصد إلى الفعل هو ما نجده في أنفسنا حال الإيجاد، والعزم قد يتقدم عليه، ويقبل الشدَّة والضعف، بخلاف القصد" [6]. والذي دعا الكرماني إلى رفض تعريف النية بالعزم أمران كما هو واضح من كلامه:
الأول: أنَّ النيَّة يجب أن تقارن الفعل، ولا يجوز أن تتقدم عليه، والعزم قد يكون مقارنا، وقد يتقدم على الفعل.
الثاني: أنَّ عزيمة القلب قدر زائد على أصل القصد. [1] هناك فرق بين قسمان وقسيمان، فالمراد بقسمان: أن العزم والقصد جزآن للنية، أما المراد بكونهما قسمين أي أن القصد والعزم والنية أقسام لكلمة أعم منها هي الإرادة. [2] نهاية الأحكام للسيوطي نقلا عن القرافي في (الأمنية) (14/ أ). [3] منتهى الآمال (14/ أ). [4] المجموع (1/ 367). [5] هو محمد بن يوسف بن علي الكرماني، أصله من كرمان، واشتهر بغداد، وأقام بمكة، له الكوكب الدراري شرح صحيح البخاري)، و (شرح مختصر ابن الحاجب)، ولد سنة (717 هـ) توفي بغداد سنة (786 هـ).
(معجم المؤلفين 12/ 129)، (بغيه الوعاة 1/ 279). [6] الكرماني على البخاري (1/ 18)، ونقله عن العيني (1/ 23)، وانظر منتهى الآمال (13/ أ، ب).
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 26