نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 32
النيّة شرعًا
هل نقل الشارع النية من معناها اللغوي إلى معنى شرعي يخصها؟ يجيب جماهير العلماء بالإيجاب.
فالقاضي البيضاوي -رحمه الله- يعرِّف النية لغة، ثم يقول: "والشرع خصّها بالِإرادة والتوجه نحو الفعل ابتغاء لوجه الله -تعالى- وامتثالا لحكمه"، ثمَّ يقول: "والنية في الحديث محمولة على المعنى اللغوي".
وهذا الذي ذهب إليه القاضي البيضاوي تابعه عليه أكثر العلماء من بعده ناقلين ومقررين له [1].
ومن حق الباحث أن يسأل عن المعنى الذي نقل إليه اللفظ.
وأستطيع أن أقرر بعد التأمل في التعريفات التي أوردوها أنَّ لهم في هذا مذهبين:
الأول: يقول "إنَّ المصطلح الشرعي للنية "قصد الشيء مقترنا بفعله" [2]، فهؤلاء يرون أنَّ النية في اللغة تطلق على القصد المقارن للفعل المتحقق، وعلى قصد الفعل الذي سيكون مستقبلا، فجاء الشارع وخصَّ النيَّة بالقصد المقترن بالفعل. وقد سبق أن بينت أنَّ الذين قالوا بهذا القول ليس لهم دليل يعضد [1] من الذين تابعوا القاضي البيضاوي على قوله ابن حجر العسقلاني والمناوي والسيوطي، والكرماني، والسندي، والشوكاني، وصاحب دليل الفالحين والطيبي، وصاحب التوضيح من الحنابلة.
راجع: الفتح (1/ 13)، وفيض القدير (1/ 30)، ونيل الأوطار (1/ 148)، والكرماني على البخاري (1/ 18)، وحاشية السندي على النسائي (1/ 59)، والأشباه والنظائر للسيوطي (ص 30)، والتوضيح (ص25)، ودليل الفالحين (1/ 52). [2] القسطلاني على البخاري (1/ 52).
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 32