نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 34
للنية معنى شرعيا غير المعنى اللغوي -عندما فسّروا لفظ "النية" التي وردت في الأحاديث- لم يستطيعوا أن يحملوها على المعني الشرعي الذي افترضوه، بل حملوها على المعنى اللغوي، يقول القاضي البيضاوي عند تفسيره لحديث "إنَّما الأعمال بالنيّات" [1]: "والنيَّة في الحديث محمولة على المعنى اللغوي، ليحسن تطبيقه على ما بعده" [2].
وهذا متحتم في كل الأحاديث التي ورد فيها لفظ النية [3]، كحديث "إنَّما يبعث المقتولون على نيّاتهم" [4].
وحديث: "ربَّ قتيل بين الصفين الله أعلم بنيَّته" [5].
وحديث: "من غزا ولا ينوي إلاَّ عقالا فله نيته" [6].
ولا يمكن حمل هذه الأحاديث على المعنى الشرعي الذي فرضوه، بل إنَّ هؤلاء أنفسهم حملوها على المعنى اللغوي، فالصواب -إن شاء الله تعالى- أنَّ الشارع استعمل "النيَّة" في معناها اللغوي، ولم يضع لها معنى اصطلاحيا خاصا.
وقد نص على هذا التحقيق الذي قررناه هنا أحمد الحسيني [7] من المتأخرين قال: "قول الفقهاء في تعريف النية: هي القصد، وشرعا قصد الشيء مقترنا بفعله، ليس المراد منه أنَّ هذا المعنى "القصد" خاص باللغة، وليس مستعملا في [1] رواه البخاري ومسلم وغيرهما وانظر تخريجه في ملحق الكتاب. ص 519 [2] ذكر قبل قليل من خرج هذا القول، باستيعاب ص 32. [3] إعمال الفكر والروايات (ص 4)، وقد انتصر المؤلف لهذا القول وأطال الكلام عليه. [4] صحيح البخاري (كتاب الصوم 6)، في صحيح مسلم (فتن 8)، الترمذي (فتن 10)، ابن ماجه (فتن 30، زهد 26). [5] مسند أحمد (1/ 397). [6] رواه أحمد في مسنده، (5/ 135، 320، 329)، والدارمي (جهاد 23). [7] هو أحمد بن أحمد بن يوسف الحسيني، محام من فقهاء الشافعية ولد وتوفي بالقاهرة (1271 - 1332 هـ)، له كتاب (مرشد الأنام)، شرح فيه قسم العبادات من كتاب الأم في (24 مجلدا)، وله كتب كثيرة غيره، منها: (نهاية الإحكام في بيان ما للنية من أحكام). (الأعلام 1/ 90)، معجم المؤلفين 1/ 157).
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 34