نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 418
والبذخ، وطغى عليهم بحر المدنية المصطنعة والحياة المزورة، وغرقوا فيه إلى أذقانهم، فكان ملوك الفرس والروم وأمراء الدولتين سادرين في غيِّهم، ودققوا في مرافق المعيشة، وفضول المدنية وحواشي الحياة تدقيقا عظيما جدّا، فكان لكسرى أبرويز اثنا عشر ألف امرأة وخمسون ألف جواد، وشيء لا يحصى من أدوات التعرف والقصور الباذخة، ومظاهر الثروة والنعمة، وقصره مثال في الأبهة والغنى" [1].
وينقل عن بعض المؤرخين أنَّه: "لم يرو في التاريخ أنَّ ملكا بذخ وتنعم مثل الأكاسرة الذين كانت تأتيهم الهدايا والجرايات من كلِّ البلدان الواقعة ما بين الشرق الأقصى والشرق الأدنى، ولما خرجوا من العراق في الفتح الإسلامي تركوا في الخزائن من الثياب والمتاع والآنية والفضول والألطاف والأدهان ما لا يدرى ما قيمته" [2].
وينقل عن الطبري: "أن العرب وجدوا قبابا تركيَّة مملوءة سلالا مختمة بالرصاص، قال العرب: فما حسبناها إلاّ طعاما، فإذا هي آنية الذهب والفضة" [3].
ووصف المؤرخون العرب بهار كسرى الذي أصابه المسلمون يوم المدائن، فقالوا: "هو ستون ذراعا في ستين ذراعًا، بساط واحد مقدار الجريب [4]، أرضه بذهب، ووشيه بفصوص، وثمره جواهر، وورقه بحرير وماء الذهب، فيه طرق كالصور، وفصوص كالأنهار، وخلال ذلك كالدير، وفي حافاته كالأرض المزروعة، والأرض المبقلة بالنبات في الربيع من الحرير على قضبان الذهب، ونواره بالذهب والفضة وأشباه ذلك، وكانوا يعدّونه للشتاء، إذا ذهبت الرياحين، [1] ماذا خسر العالم (ص 71). [2] تاريخ إيران لشاهين مكاريوس طبع 1898 ص 90 (ماذا خسر العالم ص 72). [3] تاريخ الطبري (ماذا خسر العالم ص 72). [4] الجريب من الأرض: مقدار معلوم الذراع والمساحة (لسان العرب 1/ 429).
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 418