نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 473
رغيفا وعرقا [1]، وخرج بلا رداء ولا قلنسوة ولا نعل ولا خف، فجعل يمشي في الأسواق ويأكل، فقيل للوليد: إن يزيد قد اختلط، وأخبر بما فعل فتركه [2].
علامات القائم بالإِخلاص
يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "وددت أنَّ الخلق تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليّ منه حرف" [3].
وقال: "ما ناظرت أحدا قط على الغلبة، ووددت إذا ناظرت أحدا أن يظهر الحق على يديه" [4].
وقال: "ما كلمت أحدا إلا وددت أن يسدَّد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ" [5].
إن هذه الكلمات من هذا الإمام تدل على الإخلاص الذي كان يتحلَّى به، وتلك علامة من علامات المخلصين، أنهم لا يعملون لأنفسهم، بل مرادهم رضا ربهم، ويودون أن يكفيهم غيرهم تعليم الحقّ وإظهاره، وعندما يحاورون لا يكون غاية همهم أن يغلبوا الخصم، بل مرادهم ظهور الحق، ويتمنوا أن يظهر الله الحق على يد الذي يناظرونه.
يقول الغزالي: "وإنما تعرف حقيقة ذلك (الإخلاص) بأمر وهو أن الواعظ المقبول إن كان يعظ لله لا لطلب القبول، وقصده دعوة الخلق إلى الله، فعلامته أنه لو جلس على مكانه واعظ أحسن منه سيرة، وأغزر منه علما، وأطيب منه لهجة، وتضاعف قبول الناس له بالنسبة إلى قبوله، فرح به، وشكر الله على إسقاط هذا الفرض عنه بغيره وبمن هو أقوم به منه" [6]. [1] العرق: العظم أخذ عنه معظم اللحم. [2] تلبيس إبليس (ص 172)، تهذيب التهذيب (11/ 358)، خلاصة تذهيب الكمال (3/ 176). [3] المجموع 1/ 46. [4] المصدر السابق. [5] المصدر السابق 1/ 47. [6] ميزان العمل ص 242، الأخلاق عند الغزالي ص 149.
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 473