نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 478
المذياع فإن الإنسان لا بدَّ أن ينهار في ساعات قلائل، لأنه لا يستطيع أن يصبر على كلِّ هذا الضجيج والعجيج.
ولو أعطيت أبصارنا القدرة على رؤية الجن والملائكة، فهل يطلب لنا عيش؟ لقد رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- جبريل فرجف فؤاده، وهو الشجاع القوي، الثابت القلب، وجاء لزوجه مسرعا، يقول: (دثروني دثروني)، وقد أخبر الله سبحانه أنه كتب ألا يرى البشر الملائكة إلاَّ عند حلول الساعة أو حلول العذاب: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} [1].
ومن رحمة الله بنا أن حجب عنَّا أمورًا كثيرة لا نطيق لها رؤية ولا سماعًا، ولذلك فإنَّ طلبنالها من الخطأ البين الواضح.
اعتراضات
يعترض على ما أوردناه باعتراضات منها:
1 - أن هذا من طلب الولاية، وقد جاء في كتاب الله: {وَاجْعَلنا لِلْمتقينَ إمَامًا} [2]، فكون العبد يريد أن يكون وليًّا لله تعالى من خواص عباده الصالحين الذين اصطفاهم واختارهم؛ لا حرج فيه.
2 - أن هذا نوع من المعرفة والعلم، والعلم والمعرفة مطلوب، قال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [3]، وقد طلب مثال هذا إبراهيم عليه السلام من الله عز وجل: {رَبّ أَرِنِي كيْفَ تُحْيي الْمَوْتَى .. } [4].
3 - ورد عن بعض السلف مثل هذا، فقد سئل بعضهم عن دواء الحفظ، فقال: [1] سورة الفرقان 22. [2] سورة الفرقان 74. [3] سورة طه 114. [4] سورة البقرة 260.
نام کتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 478