نام کتاب : معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام نویسنده : ابن المِبْرَد جلد : 1 صفحه : 68
فصلٌ
كم لله من لطفٍ وحكمةً في إهباطِ آدمَ إِلَى الأرض، لولا نزولُه لما جاهد المجاهدون، ولا نزلت قطرةٌ من دموع المذنبين.
يا آدم! إن كنت أُهبطت من دار القرب، {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، إن كان حصل لك بالإخراج من الجنة كسرٌ، فأنا عند المنكسِرَةِ قلوبُهم من أجلي، إن كان فاتك في السماء سماعُ المسبِّحين، فقد تعوّضت في الأرض بسماع أنين [المذنبين]، [أنين المذنبين] أحبُّ إلينا من زَجَلِ المسبِّحين، زجلُ المسبحين ربّما يشوبه الافتخار، وأنينُ المذنبين يزينه الإنكسار، "لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ الله بِكُمْ، وَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ" [1].
عَوْد إِلَى الوَصْلِ عَوْدُ ... فَالهَجْرُ [2] صعْبٌ شَدِيدُ (3) [1] رواه مسلم (2749) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. [2] في الأصل: "فالجهر".
(3) انظر: "لطائف المعارف" لابن رجب (ص: 122 - 123).
نام کتاب : معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام نویسنده : ابن المِبْرَد جلد : 1 صفحه : 68