نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 131
ذلك نهي عن تمني ما لأخيه بغيًا وحسدًا، وهذا تمني على اللَّه عز اسمه خيرًا في دينه ودنياه وطلب من خزائنه فهو نظير {وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ} [النساء: 32]. اهـ.
15 - عن سلمان قال: قال رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر».
(حسن). رواه الترمذي والحاكم «الصحيحة» (154).
جاء في «تحفة الأحوذي» للمباركفوري رحمه اللَّه تعالى (جـ 6 ص 288، 289):
(قوله: «لا يرد القضاء إلا الدعاء» القضاء هو الأمر المقدر، وتأويل الحديث أنه إن أراد بالقضاء ما يخافه العبد من نزول المكروه به ويتوقاه فإذا وفق للدعاء دفعه اللَّه عنه فتسميته قضاء مجاز على حسب ما يعتقده المتوقى عنه، يوضحه قول الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الرقى: «هو من قدر اللَّه». وقد أمر بالتداوي والدعاء مع أن المقدور كائن لخفائه على الناس وجودًا وعدمًا، ولما بلغ عمر الشام وقيل له إن بها طاعونًا رجع، فقال أبو عبيدة: أتفر من القضاء يا أمير المؤمنين؟ فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!! نعم نفر من قضاء اللَّه إلى قضاء اللَّه. أو أراد برد القضاء إن كان المراد حقيقته تهوينه وتيسير الأمر حتى كأنه لم ينزل، يؤيده ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر: أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل. وقيل: الدعاء كالترس والبلاء كالسهم والقضاء أمر مبهم مقدر في الأزل «ولا يزيد في العمر» بضم الميم وتسكن «إلا البر» بكسر الباء وهو الإحسان والطاعة. قيل يزاد حقيقة. قال تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ} [فاطر: 11]، وقال: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39]، وذكر في الكشاف أنه لا يطول عمر الإنسان ولا يقصر إلا في كتاب وصورته أن يكتب في اللوح إن لم يحج فلانٌ أو يغز فعمره أربعون سنة، وإن حج وغزا فعمره ستون سنة؛ فإذا جمع بينهما فبلغ الستين فقد عمَّر، وإذا أفرد أحدهما فلم يتجاوز به الأربعين فقد نقص من عمره الذي هو الغاية وهو الستون وذكر نحوه في معالم التنزيل. وقيل معناه: إنه إذا بر لا يضيع عمره فكأنه زاد. وقيل: قدر أعمال البر سببًا لطول العمر كما قدر الدعاء سببًا لرد البلاء. فالدعاء للوالدين وبقية الأرحام يزيد في العمر إما بمعنى أنه يبارك له في عمره فييسر له في الزمن القليل من الأعمال الصالحة ما لا يتيسر لغيره من العمل الكثير فالزيادة مجازية لأنه يستحيل في الآجال الزيادة الحقيقية. قال الطيبي: اعلم أن اللَّه تعالى إذا علم أن زيدًا يموت
نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 131