نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 146
الحارث المذكورة وفي آخره «ثم يدعو». قلت: وكذا هو عند أبي عوانة في مستخرجه من هذا الوجه، وعند عبد بن حميد من هذا الوجه «كان إذا حزبه أمر قال». فذكر الذكر المأثور وزاد «ثم دعا»، وفي «الأدب المفرد» من طريق عبد اللَّه بن الحارث «سمعت ابن عباس» فذكره وزاد في آخره: «اللهم اصرف عني شره». قال الطبري: ويؤيد هذا ما روى الأعمش عن إبراهيم قال: كان يقال إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء استجيب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على الرجاء.
ثانيهما: ما أجاب به ابن عيينة فيما حدثنا حسين بن حسن المروزي قال: «سألت ابن عيينة عن الحديث الذي فيه أكثر ما كان يدعو به النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعرفة لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له» الحديث فقال سفيان: هو ذكر، وليس فيه دعاء، ولكن قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ربه عز وجل: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين» [1] قال وقال أمية بن أبي الصلت في مدح عبد اللَّه بن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يومًا كفاه من تعرضك الثناء
قال سفيان: فهذا مخلوق حين نسب إلى الكرم اكتفى بالثناء عن السؤال فكيف بالخالق؟ قلت: ويؤيد الاحتمال الثاني حديث سعد بن أبي وقاص رفعه: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [2]، فإنه لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب اللَّه تعالى له» أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم، وفي لفظ للحاكم: فقال رجل: أكانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ألا تسمع إلى قول اللَّه تعالى: {وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}».
وقال ابن بطال: حدثني أبو بكر الرازي قال: كنت بأصبهان عند أبي نعيم أكتب الحديث، وهناك شيخ يقال له أبو بكر بن عليّ عليه مدار الفتيا فَسُعِي به عند السلطان فسجن، فرأيت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المنام وجبريل عن يمينه يحرك شفتيه بالتسبيح لا يفتر، فقال لي النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قل لأبي بكر بن عليّ يدعو بدعاء الكرب الذي في «صحيح البخاري» حتى يفرج اللَّه عنه. قال فأصبحت فأخبرته فدعا به فلم يكن إلا قليل حتى أخرج. انتهى.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب «الفرج بعد الشدة» له من طريق عبد الملك بن عمير قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى عثمان بن حيان انظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة [1] أثر إسرائيلي ضعيف، لكن الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه تعالى يقصد الاستئناس به. (قل). [2] هذا هو الدعاء الثاني من أدعية الكرب، وقد تقدم الكلام عليه. (قل).
نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 146