نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 152
يمسكها عنا.
فهذا كان توسلهم في الاستسقاء ونحوه، ولما مات توسلوا بالعباس رضي اللَّه عنه، كما كانوا يتوسلون به ويستسقون، وما كانوا يستسقون به في موته، ولا في مغيبه، ولا عند قبره، ولا عند قبر غيره [1]. انتهى كلام ابن تيمية. فلو كان التوسل بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد موته جائزًا، فلِمَ ترك الصحابة رضوان اللَّه عليهم التوسل به - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم توسلوا بالعباس [2]، فقالوا: وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا؟!. سبحان اللَّه! لو كان خيرًا لسبقونا إليه.
تنبيه:
قال بعض العلماء: والصواب في هذه النقطة أن يقول المتوسل: اللهم إني أدعوك وأتوسل إليك بإيماني بنبيك - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومحبتي واتباعي لسنته عليه الصلاة والسلام، لأن الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام ومحبته واتباع سنته من أعظم الأعمال وأجلها وأنفعها عند اللَّه، ومن توسل إلى اللَّه ودعا بهذه الأعمال فقد توسل إليه بأحب الأعمال وأعظمها عند اللَّه تعالى. انتهى.
* * *
الفصل الثامن: فوائد
إليك هذه الفوائد، واللَّه تعالى أعلم:
الأولى: قال العلماء: إن من بين آداب الدعاء: أن يتخير الداعي الاسم الذي يوافق مسألته، فإذا كنت أدعو اللَّه تعالى بالمغفرة أقول: يا غفور اغفر لي، وإذا كنت أدعوه سبحانه بالرزق أقول: يا رزاق ارزقني: وإذا كنت أدعوه بالستر أقول: يا ستير استرني.
الثانية: لو تأملت في بيان اسم اللَّه الأعظم لوجدت أن هناك روايتين أو ثلاثًا في بيان اسم اللَّه الأعظم، فلو أنك جمعت هذه الروايات الثلاث أثناء الدعاء لضمنت أنك [1] راجع هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب «الزيارة» لابن تيمية (ص 56: 59). (قل). [2] في حياته وحضوره. (قل).
نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 152