نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 155
يرتفع العمل، وذلك إذا عرفت اللَّه عز وجل ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإذا عرفت الحق ولم تعرف اللَّه لم تنتفع، وإن عرفت اللَّه وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع، وإن عرفت اللَّه وعرفت الحق وأخلصت العمل ولم يكن على السنة لم تنتفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من حلال لم تنتفع.
وقال الشاعر:
نحن ندعو الإله في كل كرب ثم ننساه عند كشف الكروب
كيف نرجو إجابة لدعاء قد سددنا طريقها بالذنوب
صلاة الحاجة والتوكل: قال اللَّه تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: [3]] وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من نزل به حاجة فأنزلها الناس كان قمنًا ألا تسهل حاجته، ومن أنزلها باللَّه تعالى آتاه اللَّه برزق عاجل أو بموت آجل» [1]. وقال المروزي: قيل لأبي عبد اللَّه: أي شيء صدق التوكل على اللَّه؟ قال: أن يتوكل على اللَّه ولا يكون في قلبه أحد من الآدميين يطمع أن يجيبه بشيء، فإذا كان كذلك، كان اللَّه يرزقه، وكان متوكلاً على اللَّه. انتهى. ومعنى هذا القول هنا - واللَّه أعلم - خاصة أثناء الدعاء، ألا يكون في قلبك أنه بعد انتهاء الدعاء (كصلاة الحاجة) الذهاب إلى فلان كي يقضي لك حاجتك، وإنما تدعو دعاء عبد لا يعرف إلا مولاه سبحانه، وأن ما في خزائن مولاه تعالى أقرب إليه مما في جيبه، وكأنه يقول بقلبه قبل لسانه: يا رب انقطعت كل السبل إلا سبيلك.
الثامنة: جاء في كتاب «زاد المعاد» لابن القيم رحمه اللَّه عند الكلام عن السجود ما يلي: وأمر - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالاجتهاد في الدعاء في السجود وقال: «إنه قمنٌ أن يستجاب لكم» [2] وهل هذا أمر بأن يكثر الدعاء في السجود، أو أن الداعي إذا دعا في محل، فليكن في السجود؟ وفرق بين الأمرين، وأحسن ما يحمل عليه الحديث أن الدعاء نوعان: دعاء ثناء، ودعاء مسألة، والنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يكثر في سجوده من النوعين، والدعاء الذي أمر به في السجود يتناول النوعين، والاستجابة أيضًا نوعان: استجابة دعاء الطالب بإعطائه سؤاله، واستجابة دعاء المثني بالثواب، وبكل واحد من النوعين فسر قوله تعالى: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 187] والصحيح أنه يَعُمُّ النوعين [3]. انتهى من «زاد المعاد». [1] صحيح - انظر «صحيح الجامع». (قل). [2] رواه مسلم. اهـ. جاء في «النهاية» لابن الأثير رحمه اللَّه تعالى (يقال: قَمَنٌ وقَمِنٌ وقَمينٌ: أي خليق وجدير). (قل). [3] «زاد المعاد» لابن القيم رحمه اللَّه (ج1 ص 234: 235). (قل).
نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 155