نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 16
لو كان من المحسنين المخلصين المطيعين للَّه عز وجل، وقوله تبارك وتعالى: {وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} أي: إنما كان عملي في الدنيا عمل ساخر مستهزئ غير موقن مصدق، {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ - أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} أي: تود لو أعيدت إلى الدنيا لتحسن العمل. قال ابن عباس: أخبر اللَّه سبحانه وتعالى ما العباد قائلون قبل أن يقولوه، وعملهم قبل أن يعملوه، وقال تعالى: {وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]، {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ - أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ - أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، فأخبر اللَّه عزّ وجلّ أن لو ردوا لما قدروا على الهدى، فقال: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28]، وفي الحديث: «كل أهل النار يرى مقعده من الجنة، فيقول: لو أن اللَّه هداني فتكون عليه حسرة، قال: وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار، فيقول: لولا أن هداني قال: فيكون له الشكر» [1]. ولما تمنى أهل الجرائم العود إلى الدنيا، وتحسروا على تصديق آيات اللَّه واتباع رسله، قال اللَّه سبحانه وتعالى: {بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} أي: قد جاءتك أيها العبد النادم آياتي في الدار الدنيا وقامت حججي عليك، فكذبت بها واستكبرت عن اتباعها وكنت من الكافرين بها الجاحدين لها [2]. انتهى.
فائدة:
قال رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له». حسن، رواه ابن ماجه. انظر «صحيح الجامع».
جاء في «مختصر منهاج القاصدين»: (فأما من ارتكب كبيرة، أو أهمل أركان الإسلام، فإنه إن تاب توبة نصوحًا قبل قرب الأجل، التحق بمن لم يرتكب؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والثوب المغسول كالذي لم يتسخ أصلاً). [1] أخرجه أحمد والنسائي عن أبي هريرة مرفوعًا. اهـ. حسن. انظر «صحيح الجامع». (قل). [2] «مختصر تفسير ابن كثير» للصابوني (ج2/ 225 - 227) الآيات (53 - 59) من سورة الزمر. (قل).
نام کتاب : ففروا إلى الله نویسنده : القلموني، أبو ذر جلد : 1 صفحه : 16