نام کتاب : فصول في الدعوة والإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 310
الخطب، ومَن قرأ ذكرياتي عرف كيف وقفت أنا واثنان من رفاقي المدرّسين في العراق، هما عبد المنعم خلاف المصري، رفيقي في دار العلوم في مصر سنة 1347هـ، وأحمد مظهر العظمة، الوزير السوري رحمه الله، وقفنا في وجه هذه الدعوة الجامحة التي تبنَّتْها وزارة المعارف في تلك الأيام، وكنا مدرّسين فيها تابعين لها، وكيف عاقبونا فنقلونا إلى شمالي العراق، إلى المناطق الكردية، أنا إلى كركوك وعبد المنعم إلى السليمانية وأحمد مظهر إلى أربيل، فاستقال عبد المنعم ورجع، وبقيت أنا شهوراً ثم رجعت، وانتظر أخونا أحمد حتى أعلنت الحرب العامة الثانية [1].
وأنا لا أريد هنا العودة إلى هذا الجدال ولا لتكرار ما قلت وكتبت، فما كتبتُ مطبوع موجود وما قلته قد يذكره الذاكرون من الناس، ولكن أحب أن أقرر أن دعوتنا إلى التمسك بالإسلام ليست دعوة إلى التبرؤ من العربية. ولقد طالما ساءلت نفسي: ما علاقة العربية بالإسلام؟
قد تكون العلاقة بين شيئين أنهما متطابقان بحيث إذا ذُكر أحدهما ذكر كلاهما، كاللفظين المترادفين الدالَّين على معنى واحد. فهل العربية والإسلام متطابقان؟ هل كل عربي مسلم بالضرورة، وهل كل مسلم عربي بالضرورة؟ الجواب: لا.
وقد تكون علاقة عموم وخصوص، كالذي بين لفظ النجدي [1] انظر خبر هذه الواقعة في الحلقة 111 من الذكريات، وهي في الجزء الرابع (مجاهد).
نام کتاب : فصول في الدعوة والإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 310