نام کتاب : فصول في الدعوة والإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 315
وينفقون الأموال لإخراج أبناء المسلمين من دينهم؟ يقنعون بذلك بعد أن عجزوا عن إدخالهم في دينهم هم [1].
* * *
وبعد، فأعيد القول إني لا أريد التفريق بين الناس ولا أريد العدوان على أحد، ولكن ربنا علّمَنا فقال لنا: من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. فأنا هنا إنما أردّ عدواناً وأصحح خطأ، وأعلن حقاً أبلج لا مرية فيه، وأنا أجامل النصارى من العرب ولا أسوؤهم ولا أعتدي عليهم، ولكنني لا أبذل لهم ذرة من ديني لأن ديني أغلى عندي من الدنيا ومن فيها.
* * * [1] ثم شاء الله أن تتم فصول الرواية لتزول الغشاوة عن أعين ناس منا لم تقنعهم كلمات الشيخ هذه يومئذ، فانتزع الصليبيون جزءاً من أندونيسيا وجعلوه دولة نصرانية اسمها تيمور، وفي السودان يسعون سعياً حثيثاً إلى مثل ذلك في دارفور، وقد لا يصل هذا الكتاب إلى الناس (في طبعته الأولى هذه أو في طبعة لاحقة) إلا وقد تحقق لهم هذا الأمر لا قدّر الله. أما هذه الحرب في لبنان، التي دفع فيها المسلمون الثمن الأكبر، فلم تعد إلا نادرة تُروى في جنب الكارثة الكبرى التي نزلت بالمسلمين في البوسنة، بعدما نشر جدي رحمه الله مقالته هذه ببضع سنين، ورأينا فيها من الفظائع والأهوال ما جعل هولاكو في أعيننا من أرحم الرُّحَماء! ولم نكد ننسى ذلك كله أو نكاد حتى أعلن بوش حربه الصليبية الجديدة، وجيّش الجيوش من أمم العالَم النصراني كله لمحاربة المسلمين في العراق وفي أفغانستان. ثم ماذا بعد؟ الجواب في رَحِم الأيام، فانتظروا الجواب (مجاهد).
نام کتاب : فصول في الدعوة والإصلاح نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 315