نام کتاب : فصول في الثقافة والأدب نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 126
الكبرى، ثم ذكرت أن هذه هي سنة الله في كونه، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً}. أليس كل شيء في الدنيا مركَّباً من هذه الذرة الصغيرة؟ وكل حي من هذه الخلية التي لا تُرى؟ فلِمَ لا تكون الأكوان من هذه الأرض؟
ولقد خبّرني الأستاذ عمر الحكيم رحمه الله (وكان يدرّس هنا في الكلية في مكة) أنهم عدلوا عن نظرية لابلاس وأعرضوا عنها ولم يبقَ متمسّكاً بها إلا الفرنسيون أو بعضهم عصبيةً منهم لصاحبها، وسرد في ذلك كلاماً طويلاً وسمّى لي مراجع كثيرة لم أحفظ أسماءها. والأستاذ عمر الحكيم كان -كما يقولون اليوم- موسوعة، فهو عسكري تخرج في أكبر مدرسة عسكرية في فرنسا، من سان سير، وهو أكبر أستاذ كان عندنا في الجغرافية، وكان مطّلعاً على جانب كبير من العلوم الإسلامية ومتقناً للفرنسية والألمانية ويحسن الإنكليزية، والعربية لغته، رحمه الله ورحم أباه خالد الحكيم، الذي كان من المقرَّبين من الملك المؤسِّس عبد العزيز عليه رحمة الله.
* * *
فما السماء؟
السماء في لغة العرب كل ما علاك فأظلّك.
أما المقرَّر في العلم فهو أن الشمس والقمر يسبحان في الفضاء (وهذا أمر صرّح به القرآن فقال: {وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون})، وأن الشمس -على بعدها عنا- يصل نورها إلينا في نحو ثمان دقائق، لأن النور يقطع في مسيره ثلاثمئة ألف
نام کتاب : فصول في الثقافة والأدب نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 126