نام کتاب : فصول في الثقافة والأدب نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 136
بني إسرائيل (الذي هو يعقوب عليه السلام)، فهل ابتدأ ظهور العرب، أعني الناطقين بلغة القرآن، بظهور أولاد إسماعيل؟
وإن قلنا إن العرب في الماضي هم سكان الجزيرة العربية الذين كانوا يتكلمون بلسان العرب المعروف الآن، الذي هو لسان القرآن؟ فماذا يكون أسلافهم إذن، ممن يسمَّون -خطأً- العرب العاربة أو العرب البائدة؟
وهل هذا الاختلاف بين اللسانين كاختلاف لسان الإنكليز اليوم عن لسانهم قبل قرون، بحيث لا يفهم إنكليزي اليوم لغة إنكليز القرن العاشر؟ أو كاختلاف لسان الفرنسيين والطليان عن لسان اللاتين الذي كان منه اشتقاقه وإليه مَرَدّه؟
وأنا أعلم أن القول بأن "عاداً وثمود وسبأ وأمثالهم عربٌ" هو عند أكثر الناس من البديهيات [1]، ولكن هذه البديهية يعترضها اختلاف اللسان: فكيف يكونون عرباً، بل كيف يكونون هم العرب العاربة، ولسانهم غير لسان القرآن الذي لا ينكر أحدٌ أنه هو اللسان العربي المبين؟
هذا سؤال أسأله، لا أقرر قاعدة ولا أحكم حكماً، ومن كان عنده رأي فليعرضه للمناقشة. (2)
* * * [1] قالوا «طبيعي» و «بديهي»، ولو كانتا مخالفتين للقياس، ولم يقل أحد من المتقدمين «طبعي» ولا «بدهي».
(2) انظر مقالة «المنزل الأول للبشر» في كتاب «من نفحات الحرم» (مجاهد).
نام کتاب : فصول في الثقافة والأدب نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 136