نام کتاب : فصول في الثقافة والأدب نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 247
طه حسين في دمشق
نشرت سنة 1955
دعا رئيس الجامعة السورية في الأسبوع الماضي إلى المحاضرة التي سيلقيها الدكتور طه حسين حول «بعض خصائص الشعر العربي القديم في سوريا». وكانت الدعوة ببطاقة من جنس بطاقات الأعراس دعاه فيها «عميد الأدب العربي». ورأى الناس هذا اللقب، ورأوا الأزمة المصطنَعة في توزيع البطاقات، وسمعوا طبول الدعاية الضخمة التي قُرعت لهذه المحاضرة، فحسبوا أنهم سيلقَون فيها ليلة العمر؛ فتسابقوا إليها وازدحموا عليها، وبيعت البطاقة بليرة، وظنّوا أن الدكتور سيُريهم السُّها [1] ويكشف لهم أميركا، فإذا هو يريهم القمر ويكشف لهم إسبانيا!
وإذا هو يبدأ -على عادته دائماً- بهذا اللتّ والعَجْن ([2])، [1] «السُّها» نجم صغير يجاور وُسطى البنات الثلاث في مجموعة «بنات نَعْش الكبرى» (وهي كَوكَبة الدب الأكبر في أقصى السماء الشمالية)، وكان العرب يمتحنون به أبصارهم، فمَن شاهده عَدُّوه قوي النظر. وفي أمثالهم: «أُريها السُّها وتريني القمر»، يُقال لمن يقصد بكلامه الأمر الدقيق الخفيّ فيُجَاب بالظاهر الجَليّ (مجاهد). [2] تعبير فصيح، ومنه اللات أخت العُزّى.
نام کتاب : فصول في الثقافة والأدب نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 247